الطير الحر ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 455 نقاط : 644 تاريخ الميلاد : 09/02/1990 العمر : 34 الابراج : الموقع : prestige.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مصارعه/ بلاش نفترى على حد المزاج : دلع اوى تعاليق : اضحك كركر حلوه الدنيا زاى السكر تاريخ التسجيل : 07/05/2009 الجنس :
| موضوع: الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه النصر الخميس 03 سبتمبر 2009, 18:59 | |
| الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه النصر أهمية التضرع لله وشدة الاستعانة به: يقول الدكتور سعيد البوطي: لقد رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطمئن أصحابه بأن النصر لهم، حتى إنه كان يشير إلى أماكن متفرقة في الأرض ويقول: "هذا مصرع فلان " ولقد وقع الأمر كما أخبر عليه الصلاة والسلام، فما تزحزح أحد في مقتله عن موضع يده كما ورد في الحديث الصحيح. ومع ذلك فقد رأيناه يقف طوال ليلة الجمعة في العريش الذي أقيم له، يجأر إلى الله تعالى داعيا ومتضرعا، باسطا كفيه إلى السماء يناشد الله عز وجل أن يؤتيه نصره الذي وعد، حتى سقط عند رداؤه وأشفق عليه أبو بكر والتزمه قائلا: "كفى يا رسول الله، إن الله منجز لك ما وعد " فلماذا كل هذه الضراعة ما دام أنه مطمئن إلى درجة أنه قال: "لكأني أنظر إلى مصارع القوم " وأنه حدد مصارع بعضهم على الأرض؟ والجواب، أن اطمئنان النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانه بالنصر إنما كان تصديقا منه للوعد الذي وعد الله به رسوله، ولا شك أن الله لا يخلف الميعاد، وربما أوحى إليه بخبر النصر في تلك الموقعة. أما الاستغراق في التضرع والدعاء وبسط الكف إلى السماء، فتلك هي وظيفة العبودية التي خلق من أجلها الإنسان، وذلك هو ثمن النصر في كل حال. فما النصر ـ مهما توفرت الوسائل والأسباب ـ إلا من عند الله وبتوفيقه، والله عز وجل لا يريد منا إلا أن نكون عبيدا له بالطبع والاختيار، وما تقرب متقرب إلى الله بصفة أعظم من صفة العبودية، وما استأهل إنسان بواسطة من الوسائط استجابة دعاء من الله، كما استاهل ذلك بواسطة ذل العبودية يتزيا ويتبرقع به بين يدي الله تعالى. وما أنواع المصائب والمحن المختلفة التي تهدد الإنسان في هذه الحياة أو تنزل به إلا أسباب وعوامل تنبهه لعبوديته، وتصرف آماله وفكره إلى عظمة الله سبحانه وتعالى وباهر قدرته، كي يفر إليه سبحانه وتعالى ويبسط أمامه ضعفه وعبوديته، ويستجير به من كل فتنة وبلاء، وإذا استيقظ الإنسان في حياته لهذه الحقيقة وانصبغ سلوكه بها، فقد وصل إلى الحد الذي أمر الله عباده جميعا أن يقفوا عنده وينتهوا إليه. فهذه العبودية التي اتخذت مظهرها الرائع في طول دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشدة ضراعته ومناشدته لربه أن يؤتيه النصر، هي الثمن الذي استحق به ذلك التأييد الإلهي العظيم في تلك المعركة. وقد نصت على ذلك الآية الكريمة إذ تقول: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " ويقينا منه صلى الله عليه وسلم بهذه العبودية لله عز وجل، كان واثقا بالنصر مطمئنا إلى أن العاقبة للمسلمين. ثم قارن مظهر العبودية التي تجلت في موقفه صلى الله عليه وسلم ونتائج ذلك، مع مظهر ذلك الطغيان والتجبر الذي تجلى في موقف أبي جهل حينما قال: "لن نرجع عن بدر أبدا حتى ننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرتنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا " وتأمل في نتائج ذلك التجبر والجبروت!.. لقد كانت نتيجة العبودية والخضوع لله تعالى، عزة قعساء ومجدا شامخا خضع لهما جبين الدنيا بأسرها، ولقد كانت نتيجة الطغيان والجبروت الزائفين قبرا من الضيعة والهوان أقيم لأربابهما، حيث كانوا سيتساقون فيه الخمر وتعزف عليه القيان. وتلك هي سنة الله في الكون كلما تلاقت عبودية لله خالصة مع جبروت وطغيان زائفين.
| |
|