الطير الحر ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 455 نقاط : 644 تاريخ الميلاد : 09/02/1990 العمر : 34 الابراج : الموقع : prestige.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مصارعه/ بلاش نفترى على حد المزاج : دلع اوى تعاليق : اضحك كركر حلوه الدنيا زاى السكر تاريخ التسجيل : 07/05/2009 الجنس :
| موضوع: الرسول صلي الله عليه وسلم في الطائف الخميس 03 سبتمبر 2009, 00:24 | |
|
الرسول صلي الله عليه وسلم في الطائف حول دعاؤه صلى الله عليه وسلم في الطائف: يقول الدكتور سعيد البوطي: ربما يقول قائل: فما معنى ارتفاع صوته بالشكوى إذن، وما معنى دعائه الذي تدل ألفاظه وصيغته على الضجر والملل من طول المحاولة التي لم تأت بنتيجة إلا الأذى والعذاب؟ والجواب: أن الشكوى إلى الله والضراعة له والتذلل على بابه تقرب وطاعة، وللمحن والمصائب حكم من أهمها أنها تسوق صاحبها إلى باب الله تعالى، وتلبسه جلباب العبودية له، فليس إذن بين الصبر على المكاره والشكوى إلى الله تعالى أي تعارض، بل الواقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا في حياته كلا الأمرين، فكان بصبره الشديد على المحن يعلمنا أن هذه هي وظيفة المسلمين عامة والدعاة إلى الله خاصة، وكان بطول ضراعته والتجائه إلى الله تعالى يعلمنا وظيفة العبودية ومقتضياتها. على أن النفس البشرية مهما تسامت فهي لا تتجاوز دائرة بشريتها على كل حال، والإنسان مجبول في أصل فطرته على الإحساس والشعور.. الشعور بلذة النعيم والشعور بألم العذاب، وهو مجبول على الركون إلى الأول والفزع من الثاني. وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وهو يوطن نفسه لتلقى كل أنواع الضر والعذاب في سبيل ربه، فهو مع ذلك بشر يتألم للضر ويستريح للنعيم. إن في مشهد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وما قد اكتنفها من العذاب المضني: عذاب الإيذاء وعذاب الخيبة، تجد ردا إلهيا واضحا على سفاهة أولئك الذين آذوه ولحقوا به، واعتذارا له عن سفاهتهم وغلظتهم، تجد ذلك في مظهر الرجل النصراني (عداس) ينما جاء يسعى إليه وفي يده طبق فيه عنب، ثم انكب فجعل يقبل رأسه ويديه ورجليه، وذلك عندما أخبره عليه الصلاة والسلام أنه نبي. وحسبنا لتصوير مشهد هذا الاعتذار من إيذاء أولئك السفهاء، أن ننقل لك كلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في ذلك بعد أن ذكر القصة: "يا عجبا لرموز القدر في القصة!.. لقد أسرع الخير والكرامة والإجلال، فأقبلت تعتذر عن الشر والسفاهة والطيش، وجاءت القبلات بعد كلمات العداوة. وكان ابنا ربيعا من ألد أعداء الإسلام، وممن مشوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم من أشراف قريش يسألونه أن يكفه عنهم، أو يخلي بينهم وبينه، أو ينازلوه وإياه حتى يهلك أحد الفريقين. فانقلبت الغريزة الوحشية إلى معناها الإنساني الذي جاء به هذا الدين، لأن المستقبل الديني للفكر لا للغريزة. وجاءت النصرانية تعانق الإسلام وتعزه، إذ الدين الصحيح من الدين الصحيح كالأخ من أخيه، غير أن نسب الأخوة الدم ونسب الدين العقل. ثم أتم القدر رمزه في هذه القصة بقطف العنب سائغا عذبا مملوءا حلاوة. فباسم الله كان قطف العنب رمزا لهذا العنقود الإسلامي العظيم الذي امتلأ حبا، كل حبة فيه مملكة".
| |
|