الطير الحر ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 455 نقاط : 644 تاريخ الميلاد : 09/02/1990 العمر : 34 الابراج : الموقع : prestige.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مصارعه/ بلاش نفترى على حد المزاج : دلع اوى تعاليق : اضحك كركر حلوه الدنيا زاى السكر تاريخ التسجيل : 07/05/2009 الجنس :
| موضوع: النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض الجيش الخميس 03 سبتمبر 2009, 19:18 | |
| النبي صلى الله عليه وسلم يستعرض الجيش دور الإيمان في معارك المسلمين: يقول الدكتور سعيد البوطي: مما يجدر التأمل فيه، حالة سمرة بن جندب ورافع بن خديج، وهما طفلان لا يزيد عمر كل منهما على خمس عشرة سنة، وكيف جاءا يناشدان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمح لهما بالاشتراك في القتال، وأي قتال؟!.. قتال قائم على التأهب للموت، لا تجد فيه أي معنى من التعادل بين الفريقين: المسلمون وعددهم لا يزيد على سبعمائة، والمشركون وهم يتجاوزون ثلاثة آلاف مقاتل. والعجيب حقا أن يقف بعض محترفي الغزو الفكري على مثل هذه الظاهرة، فيذهبوا في تحليلها إلى أن العرب كانوا أمة تعيش في ظل الحروب والغزوات الدائمة، فكانوا ينشئون في أجوائها وظروفها، ولذلك كانوا ينظرون إليها (شيبا وشبانا وأطفالا) ظرة عادية لا تسبب لهم قدرا بالغا من المخاوف. لا ريب أن أرباب هذا التحليل، يغمضون أعينهم في إصرار عجيب، أثناء هذا الكلام عن تخاذل أمثال عبد الله بن أبي بن سلول مع ثلاثمائة من أصحابه، تحت وطأة الخوف من عواقب القتال، والرغبة في الجنوح إلى السلامة والأمن. وعن تخاذل أولئك الآخرين الذين استعذبوا ظل المدينة وثمارها ومياهها وسط حرارة الصيف، وأعرضوا عن نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج للقتال، قائلين: لا تنفروا في الحر، بل وعن هزيمة المشركين في غزوة بدر، رغم ضخامة عددهم وقلة المسلمين، ووقوع الرعب في أفئدتهم، وهم هم العرب الذين نشأوا في ظلال الحروب ورضعوا ألبانها واستهانوا بصعابها. من الصعوبة البالغة للمنصف أن يتهرب عما تحكم به البداهة الواضحة، من أن سر هذا الأقدام على الموت من مثل هؤلاء الأطفال، إنما هو الإيمان العظيم الذي استحوذ على القلب، والذي ترتبت عليه محنة عارمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فحيثما وجد الإيمان ووجدت هذه المحبة، ظهر هذا الإقدام والاستبسال، وحيثما ضعف الإيمان، وضعفت المحبة في القلب انقلب الإقدام إحجاما والاستبسال كسلا وتقاعسا. عظمته صلى الله عليه وسلم في القيادة: إذا تأملت حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ينظم صفوف أصحابه ويرتب أجنحتهم، ويضع الحامية اللازمة في مؤخرة المسلمين، ويأمر الرماة أن لا يغادروا أماكنهم مهما وجدوا من أمر إخوانهم المقاتلين حتى يتلقوا الأوامر منه صلى الله عليه وسلم، نقول: إذا تأملت ذلك اتضحت حقيقة بارزة، ولاحت لك من ورائها ظاهرة هامة أخرى. أما الحقيقة البارزة، فهي البراعة العسكرية التي كانت تتصف بها قيادته صلى الله عليه وسلم في الحروب، فقد كان في مقدمة المخططين لفنون القتال وطرائقه، ولا ريب أن الله تعالى قد جهزه بعبقرية نادرة في هذا المجال. ولكننا نقول: إن هذه العبقرية والبراعة إنما يأتي كل منهما من وراء نبوته ورسالته السماوية، فمركز النبوة والرسالة هو الذي اقتضاه صلى الله عليه وسلم أن يكون عبقريا بارعا في فنون الحرب وغيرها، كما اقتضاه أن يكون معصوما بعيدا عن كل انحراف وزلل. وأما الظاهرة التي تلوح للمتأمل من خلال توصياته الدقيقة هذه لأصحابه عامة، وللرماة خاصة فهي ظاهرة ذات علاقة وثيقة بما قد تم بعد ذلك من خروج بعض أولئك الرماة على أوامره صلى الله عليه وسلم. فكأن النبي صلى الله عليه وسلم قد استشف بفراسة النبوة أو بوحي من الله تعالى هذا الذي قد حدث فيما بعد، فراح يؤكد التوصيات والأوامر، وكأنه في ذلك يجري مع أصحابه مناورة حية مع عدو لهم هو النفس وأهواؤها، وما تنطوي عليه من طمع في المال والغنائم، والمناورة مهما كانت نتيجتها، تفيد فائدة عظيمة. وربما كانت النتيجة السلبية أدعى للاستفادة من النتيجة الإيجابية.
| |
|