هل يفوز طلائع الجيش بالدوري بقرار جمهوري؟!!.. الحقيقة أن شريحة ملونة كبيرة من جمهور الكرة لا ترى مشكلة في تصدر طلائع الجيش بطولة الدوري. فالأهلاوية لا يعيرون الأمر أهمية لأنهم يعرفون كيف يتسللون للصدارة والزملكاوية سيجدون سلواهم – بعد خسارتهم 3 مباريات وتسرب اليأس بفقدان المنافسة على اللقب – في أن يحصل أي نادي آخر غير الأهلي على اللقب.
والمشير طنطاوي، زار فريق الجيش مباشرة بعد فوزه على الزمالك، وربما في مراحل لاحقة إذا تمسك الفريق بالقمة قد تحصل في الأمور أمور ويحظى الفريق بتحية الرئيس مبارك.
والحقيقة أنه لو حصل الجيش على لقب الدوري، فسيكون رؤساء أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري وغيرهم من أول المهنئين، وسيكون اتحاد الكرة أول الفرحين لأنه سيزيح عن نفسه هم ثقيل خاصة وأن الموسم الكروي يبدو ساخناً جداً والعام المقبل سيشد انتخابات اتحاد الكرة. لذلك يتمنى المجلس الفضائي لو رفع الطلائع الحرج عنه وفاز بالبطولة حتى ولو بقرار جمهوري!!..
لكن شخصاً واحداً فقط وهو جوزيه مدرب الأهلي ربما يعترض على أي قرار جمهوري محتمل، لأنه الرجل الذي يحدد حقيقة أين تتجه الكئوس والبطولات المحلية على الأقل، وبما أنه ليس مصرياً فلا تنطبق على ”جوزيه" القرارات الجمهورية!!..
والعبدلله يجزم أن بطولة الدوري هذا الموسم هي الأغلى والأهم بالنسبة لجوزيه الذي فاز بكل بطولات الموسم الماضي، والسبب أنها ستكون (الأخيرة) للرجل الذي (سيرحل) نهاية الموسم الحالي. وإذا تحدثنا عن "جوزيه" فإننا نتحدث عن أسطورة في التدريب. فهو رجل حصد كل الألقاب وأسقط رهانات كل حُقاد الكرة في كل مرة يعتقدون فيها أن الرجل سيسقط، والأهم أن "جوزيه" – من دون تعمد – أثبت عشرات المرات كيف أنه بمقدور الحُقاد الكرويين أن يجدوا لأنفسهم عشرات الوظائف الأخرى التي لا تتطلب بالضرورة أن يفهموا في كرة القدم!!..
والحقيقة - المؤلمة للبعض - أن "جوزيه" مدرب الأهلي حصل من لجنة الكرة على نفس ما حصل عليه غيره من المدربين من دعم ومساندة وعدم تدخل في عمله، وما إلى ذلك، لكن الرجل تميز أكثر بالعطاء، فحصل على ما لم يحصل عليه غيره من بطولات، وربما كان ذلك السبب في حصوله من "حُقاد الكرة" على ما لم يحصل عليه أي مدرب من نقد وتشويه وتشكيك ومعجون أسنان.
وإذا استعرضنا باختصار مسيرة الأهلي خلال الثلاثة مواسم السابقة مقارنة مع أندية عالمية مثل الأرسنال أو مانشستر يونايتد أو تشيلسي، سنجد أن الموسم الحالي كان يفترض أن يكون موسم (الانحسار) للأهلي، ولا بد وفقاً لكل الأعراف الكروية أن يهبط منحنى الفريق بعد حصول الأهلي بقيادة جوزيه على بطولة أفريقيا مرتين ووصوله لبطولة العالم باليابان مرتين بل وظهور الأهلي في المشاركة الثانية باليابان في حُلة أوروبية رائعة.
ويعزز ما أقول (نظرية هبوط المنحنى الكروي) حقيقتين: الأولى هي تلاحم المواسم بفضل عبقرية الاتحاد الفضائي والحقيقة الثانية هي أن الأهلي لم يضخ في صفوف الفريق عناصر (جديدة ومؤثرة)، من نوعية اللاعبين الذين يصلحون مشروع "بركات أو أبوتريكة أو فلافيو.
والجميع يعلم أن أندية الأرسنال وتشيلسي ومانشستر مرت بنفس الظروف وخسرت البطولات بعد موسمين أو ثلاثة من الإبداع. والأهلي أبدع موسمين ولو حصل تحت قيادة جوزيه على لقب أفريقيا وبطولة الدوري هذا الموسم فإن ذلك لن يكون (إنجاز) بل (إعجاز) كروي بكل المقاييس.
وجوزيه يعرف هذا الأمر جيداً لذلك فإن الرجل يسعى (في مرحلة الانحسار) للخروج بأقل الخسائر. وإدارة الأهلي تعلم ذلك جيداً لذلك كان التحرك السريع لدعم صفوف الفريق في يناير المقبل بلاعبين مشاريع نجوم حقيقية.
ومع تزايد بطولات ونجاحات جوزيه ارتفعت درجة حرارة الحقد الكروي غير البناء وظهر جيل جديد من حُقاد الكرة بالصحف القومية والخاصة إلى جانب الفضائيات التي سكتت عن جوزيه بعدما أسقط كل رهانات المُهلهلين الكرويين.
والخوف أنه وبعد استسلام الحُقاد الكرويين للأمر الواقع وبعد أن وجدوا أنه لا مفر من الانتظار حتى يرحل الرجل بنفسه، وبعد أن تأكدوا أن جوزيه لن يخرج من الأهلي إلا مرفوع الرأس، فإن الخوف أن يوافق جوزيه على الإشراف على فريق الأهلي بالتليفون من البرتغال حتى بعد اعتزاله التدريب.. وصدقوني لو حصل كده ممكن جوزيه برضه يحقق بطولات مع الأهلي وهيكون أفضل من مدربين (كروليين) مثل "الترمس الني"، حضورهم يشبه غيابهم!!..