كشف الدكتور زياد أبوعمرو، رئيس المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الحكومة الفلسطينية الأخيرة، أنه يقوم حاليا بإجراء اتصالات مع حركة حماس في القاهرة لتقريب وجهات النظر، والتمهيد لعقد حوار مباشر بينها وبين حركة فتح، مضيفا أنه مكلف بالتنسيق مع حركة حماس لمحاولة الوصول إلي نقاط التقاء بين الطرفين.
وقال أبوعمرو في «المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط ضمانات النجاح.. ومخاطر الفشل»، الذي عقد أمس الأول بمركز الدراسات المستقبلية إن آخر اتصال بينه وبين حماس كان في القاهرة الأربعاء الماضي، مضيفا: لا يوجد حوار قائم بين الحركتين حتي الآن، ولكن هناك أحاديث عن محاولات الحوار.
وأضاف أنه تقابل مع المسؤولين في مصر، مؤكدا أن مصر تريد أن تضع رؤية سياسية متكاملة، يتفق عليها الطرفان في فتح وحماس، وأشار أبوعمرو إلي أن فتح وحماس تريدان إجراء حوار مع بعضهما، ولكنهما مختلفتان علي الشكل حتي الآن، وقال «اقترحت علي الطرفين بعض المقترحات لإجراء الحوار، ولكن أعتقد أن فرص إجراء الحوار ستكون أكبر بعد انعقاد مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي في نوفمبر المقبل».
وأضاف: «هناك عناصر من الجانبين تمشي بأفكار الماضي وتريد أن تخرب، ولكن في النهاية سوف تنجح مساعي الصلح، لأنه يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وأوضح أن هناك وضعين جديدين في فلسطين، حيث توجد سلطة وحكومة في الضفة الغربية وهناك سلطة أخري في قطاع غزة، وهناك تنازع علي الصلاحيات بين الجانبين»، مشيرا إلي أن حكومة حماس غير قادرة علي القيام بمسؤولياتها، مثل الرواتب وإدارة القطاع وتسيير المعابر في غزة، وأن الحكومة في رام الله هي التي تتكفل بحل هذه القضايا.
وأشار إلي أنه كانت هناك خشية من انتقال الصراع إلي الضفة الغربية، ولكنه لم يمتد، نظرا لأن إسرائيل لا تسمح بإجراء تغيير استراتيجي في الضفة، طالما بقيت مسيطرة ومحتلة لها.
وطالب أبوعمرو حركة حماس بأن تقوم بالخطوة الأولي للحل لتحريك المياه الراكدة، معتبرا أنها هي التي بدأت بالحسم العسكري، مشيرا إلي أن الوضع في رام الله أفضل من غزة التي وقعت في الجوع والحصار، موضحا أنه لو كانت فتح مكان حماس لفشلت فشلا ذريعا، ولكن حماس استطاعت الاستمرار إلي الآن.
وكشف أبوعمرو عن أن إسرائيل تحاول ابتزاز الرئيس أبومازن، من خلال ترديدها في وسائل الإعلام أنها تريد التحاور مع حماس، مشيرا إلي أن الشراكة من المفترض أن تكون مع السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني، ولكن إسرائيل تغازل حماس عبر أطراف ثالثة، مما يوضح نوايا إسرائيل لابتزاز أبومازن، رغم اللقاءات والمصافحات التي تجري بينهم وبينه.
وشن نبيل عمرو، مستشار الرئيس الفلسطيني، هجوما علي حركة حماس، وقال إذا كانت حركة حماس تريد أن تكون بديلا وليس شريكا في السلطة، فهذا غير ممكن، حيث قال محمود الزهار: «أنا لا أريد فلسطين ولكن أريد أن تقوم الدولة الإسلامية في العالم»، مضيفا «أنه مشروع عبثي ولا يمكن أن تكون له إمكانية في الحياة».
وأضاف: «نحن ندفع ثمن علاقة عضوية بين حماس وحزب الله وإيران»، مضيفا أن خالد مشعل حينما ذهب إلي إيران قال أتيت لأقدم تقريرا للمرشد الأعلي للثورة الإسلامية.
وطالب عمرو حركة حماس بأن تتراجع عن الانقلاب، وأن تعتذر عن الإعدامات وتقدم الذين ارتكبوا مخالفات لديها للقضاء، وقال إنهم أناس يفتون بالكذب ولا يستطيعون أن يقولوا الحقيقة ولم يدخل القتل كثقافة لدينا إلا مع حماس، مضيفا: حكم حماس في غزة هو نموذج لحكم الإخوان المسلمين في أي دولة خارج فلسطين والإسلام السياسي الذي يستند إلي حجج غيبية في تبرير منطقه.
وأضاف: نسعي لحضور أكبر عدد من الدول العربية الإسلامية في المؤتمر الدولي للسلام بواشنطن، حتي لا نتحمل وحدنا مسؤولية الفشل إذا حدث.
وتساءل أحمد ماهر، وزير الخارجية السابق عن الغموض الذي لا نعرف اسمه فتارة يقولون اجتماع وتارة يقولون مؤتمر فهذا المؤتمر لا يريد أن يسمي نفسه؟
وأضاف: يقال إن هذا المؤتمر دولي ولكن لا نعرف الدول التي ستشارك فيه، كما أننا لا نعرف ما المطلوب منه، وما إذا كان خارطة طريق جديدة أو إعلان مبادئ أو جدول أعمال، فلا نعرف حقيقة أهدافه، نظراً لأن الاجتماعات التمهيدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشوبها الغموض.
وقال ماهر: لا توجد إمكانية لنجاح المؤتمر ما لم تكن هناك وحدة فلسطينية، كما أن الأجواء التي تحيط به لا تبشر بالخير.
وقال الدكتور حسن أبوطالب، رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي السوري: من الصعب أن تطالب حماس بفتح حوار مع أبومازن لأن ذلك الوضع صعب جداً، فحماس تعرضت لسياسة إقصائية وهي مستمرة حتي الآن منذ نجاحها في الانتخابات، وهذه السياسة مدعومة من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول العربية، فكيف لطرف يشعر أنه يتعرض للإقصاء أن يبادر بفتح حوار.
وقال السفير حسن عيسي إن السلطة الفلسطينية وحركة فتح أساءتا إدارة الأزمة الفلسطينية، مما أدي إلي حدوث رد فعل من جانب حماس أعقبه رد فعل مضاد وأسوأ، مضيفاً أن استيلاء حماس علي غزة كان بسبب أخطاء فتح التي رفضت الانضمام مع حماس في حكومة وحدة وطنية منذ البداية ثم وضع العراقيل أمام حكومة حماس فيما يتعلق بالسيطرة علي الخزانة الفلسطينية وقوات الأمن.
وقال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد إن حماس غير جاهزة ولا مهيأة أيديولوجياً لخوض تسوية سلمية أو تفويض محمود عباس أبومازن بذلك، مضيفاً: لا يجب التعويل مرة أخري علي أن حماس سوف تفشل أو أن إسرائيل سوف تفشلها.
وأشار إلي أنه إذا لم يحصل أبومازن علي أجندة عمل واضحة، تصلح خارطة طريق فمن مصلحة العرب أن يتم تأجيل المؤتمر.
وأشار الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب إلي أن الولايات المتحدة تسعي لتحسين صورتها من خلال هذا المؤتمر ومواجهة إيران علي أرض أكثر صلابة وتحسين الوجه الأمريكي وتخدير العرب.
وقال إن أبومازن نزل من القيادة الفلسطينية العليا إلي حلقة الصراع وكنت أتمني أن يتحول إلي قائد لكل الفلسطينيين، ويتغلب علي انتمائه لفتح، مضيفاً أن رئيس البرلمان العربي قال: أبومازن كيف تتحاور مع الإسرائيليين وترفض الحوار مع حماس؟
وقال الدكتور قدري حفني، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: إنه ليس عار علي حماس انتماؤها للإخوان المسلمين، مضيفاً أن فكرة قيام دولة إسلامية تعلو علي المطالب الوطنية، فلم تكن حماس هي أول من نادي بها ولكن نادي بها قبل ذلك محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان وجمال الدين الأفغاني من قبله وهو تيار تاريخي لا أحد ينكره.
وأضاف أنه من الصعب أن نطالب تياراً أيديولوجياً مثل حماس بالتخلي عن مبادئه، مشيراً إلي أنه عندما نطالب حماس بالهدنة مع إسرائيل، فهذا هو الخيار الوحيد لأصحاب اتجاه أيديولوجي وليس من الممكن أن نطالبهم بالصلح مع إسرائيل.
بينما أشار الدكتور أحمد يوسف القرعي إلي أن مؤتمر السلام الدولي هو لقاء احتفالي وليس مؤتمراً أو اجتماعاً.
وتوقع القرعي إعلان الرئيس الأمريكي قيام الدولة الفلسطينية في هذا اللقاء لتحقيق مكاسب كبيرة لأمريكا خاصة في شهر نوفمبر الذي ستقدم فيه تقارير خاصة بالبرنامج النووي لإيران.
واعتبر الدكتور حسن عصفور الوزير الفلسطيني السابق أن الظرف التاريخي لإبرام تسوية موات جداً بالنسبة لإسرائيل وأمريكا، وخاصة بالنسبة لقضيتين رئيسيتين هما القدس واللاجئين.