:الزوج والزوجه ".. علاقه " غامضـــــــــــــــــــ

«العلاقة الزوجية في شهر رمضان».. جملة تحتاج إلي تفسير وتوضيح، الآراء الفقهية لم تكن حاسمة وواضحة، تتجه مرة إلي «الحلال»، وتميل في الغالب إلي الأخذ بمبدأ الحذر والسلامة، فتقول بـ«التحريم».

شهر رمضان هو شهر القرآن والإحسان والعبادة والإيمان.. شهر المحبة والروحانيات والحب والحنان، وعلاقة مفتوحة بين العبد وربه.. أفرده الله لحسن عبادته والتهجد في لياليه.. فقرر عدد كبير من الأزواج هجر زوجاتهم في الفراش، وآخرون لا يعرفون حكم الدين فيعاشرون زوجاتهم في نهار رمضان، وآخرون يسألون عن حكم الدين في تقبيل الزوجة ومداعبتها.
قد تجدون الإجابات في السطور التالية.

نصيحة للزوجات في رمضان: اجعليه شهر عسل يمتلئ بالإيمان
«رمضان» شهر القرآن، شهر العبادة والإيمان.. شهر المحبة والإحسان.. يمتلئ بالروحانيات والحب والحنان.. وبه علاج أيضاً للأزواج.. فأطباء الصحة النفسية يؤكدون أن رمضان أفضل فرصة لتدريب الزوجين علي طاعة بعضهما البعض، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الخلافات الزوجية بين الزوجين تقل في شهر رمضان بنسبة خلافين فقط طوال الشهر، بدلاً من سبعة خلافات في الأشهر العادية، فوجه الأطباء نصيحتهم للأزواج ليستغلوا هذا الشهر ويجعلوه شهر عسل يمتلئ بالحب والإيمان والطاعة.

يؤكد أساتذة الأزهر الشريف أن غاية الصيام تقوي الله عز وجل، والتقوي تكون بطاعته فيما أمر به، والابتعاد عما نهي عنه في كل مجالات الحياة، منها الأسرة والعلاقة الزوجية بالتحديد، فعلي الزوج مثلاً أن يبتعد عن السباب و الشتم و الكذب والغيبة والنميمة، وغيرها من الأخلاق الدونية.
والصيام يصبح عادة مقبولة عند الله عز وجل بحسن الخلق أثنائه، فالتبسم في وجه الزوجة والأبناء صدقة، وعلي الزوجين توطيد صلة الرحم وتبادل الهدايا والزيارات وحسن الخلق مع الغير، خاصة داخل الأسرة، بمعني أنه يجب أن تشهد العلاقات داخل الأسرة تغييراً إيجابياً خلال هذا الشهر، وكل العوامل الروحية والمادية والنفسية في هذا الشهر تساعد علي ذلك، والدين يدعو إلي حسن المعاملة، والتأدب مع غيرنا، والاقتداء بالرسول ـ صلي الله عليه ،سلم ـ الذي علمنا «إن خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»،
كما أن أعضاء المسلم تكون صائمة عن الطعام والشراب وغيرهما، وتكون صائمة عن الرفث والفسوق، خاصة اللسان، الذي يجب أن يكون صائماً عن اللغو والسباب والكذب وجميع الكلمات النابية، التي تجرح إنساناً آخر، خاصة إذا كانت زوجته، فرمضان مدرسة تربوية تراجع السلوك وتحاسب النفس، وتعلم الصدق والإخلاص والأمانة.

عن الرسول - صلي الله عليه وسلم - قال: «إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يسب ولا يرفث، وإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله، فليقل إني صائم»، وكل هذه الأخلاقيات العالية المرتبطة بشهر رمضان، تؤدي في النهاية إلي التسامح وتوطيد صلة الرحم، والتكافل الاجتماعي، حيث يقول رسولنا الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

وأرجع الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي بقصر العيني، عصبية الأزواج التي تشكو منها بعض الزوجات، إلي إدمانهم بعض العادات الفاسدة، كالتدخين، الانقطاع طوال اليوم عن الأكل والشرب والشهوات الأخري، يؤثر علي أصحاب النفوس الضعيفة، ويؤدي بهم إلي الغضب والتوترات العصبية.

ومن الناحية النفسية، أثبت كثير من الدراسات أن هذا الشهر يغرس في نفوس الأزواج البذل والتضحية والمحبة لبعضهما البعض، والصيام تدريب عملي علي ضبط النفس، وكبح الشهوات، والإحساس بالآخر، بأن يمسك لسانه عن فحش القول، وأن يغض بصره عما يفسد صيامه، وأن يمسك يديه عن الضرب والبطش، وتعويد النفس علي الذهاب إلي المسجد للقيام والتراويح، فيهذب سلوكه، وتسمو نفسه، وينشرح صدره.. هو شهر التآلف وترقيق القلوب داخل الأسرة وخارجها.

وتشير الدكتورة إنعام عبدالرسول بالأزهر إلي أن شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية لتنمية العلاقات العائلية، بالتوافق الروحي، والإحساس العاطفي النبيل، بروح التسامح، وحسن الظن، والتعاون، فالشهر هو نقطة التقاء للأسرة، خاصة الزوجين، فهما يصومان ويفطران ويتسحران معاً، ويخرجان معاً لصلاة التراويح، وكل هذا يساعد علي تنمية علاقة المحبة والمودة بينهما.

الجهاز العصبي يتحكم في «النشاط» عند الزوجين في أيام الاعتكاف
طالبت د. هبة قطب أستاذة الطب الجنسي والشرعي بجامعة القاهرة الأزواج بعدم الانقطاع عن العلاقة الحميمة في رمضان بحجة إفراد الشهر كاملاً بأيامه ولياليه للعبادة، مؤكدة أن ممارسة الجنس بين الزوجين في وقت الإباحة صدقة مضاعفة الأجر،
وأكدت د. هبة وهي أول طبيبة عربية تتخصص في أمور العلاقات الجنسية أن أفضل أوقات الأداء الجنسي بعد صلاة التراويح، مشيرة إلي أنه لا مانع من القبلات والطبطبة والأحضان الحنونة أثناء الصيام. وقالت: لا رهبانية في الإسلام، وهذه مسألة محسومة بالقرآن الكريم والسنة.
النفس البشرية لا تصبر، ويري بعض الفقهاء ذلك من تمام العبادة، فالرجل عندما يأتي زوجته يؤجر أجر صدقة، ومن ثم فالأجر مضاعف في رمضان، بروتوكول الجنس في رمضان وأوضحت أن بروتوكول العلاقة الجنسية في رمضان، يبدأ أولاً من الالتزام بالمواعيد المباح فيها ذلك وهي من أذان المغرب إلي آذان الفجر، أي من الإفطار إلي الإمساك،
والعلاقة الجنسية بين الزوجين مستحبة في هذه الفترة حتي لا ينقطع الود بينهما طوال الشهر بحجة تخصيص ليله للعبادة فقط. وأضافت أن هناك شكوي من الطرفين بامتناع الطرف الآخر عن ممارسة الجنس في رمضان، اعتقاداً أن ذلك تقرب من الله، وأنا أري أنه فهم خاطئ يؤثر سلباً علي علاقة الزوجين وعلي حبهما أيضاً للعبادة، فنحن لا نريد أن يتململ الناس من رمضان إحساساً منهم بأنه يمنع شهواتهم الطبيعية كأن تعتاد المرأة أن يبتعد عنها زوجها في هذا الشهر فتبدأ عندها مرحلة القلق كلما اقترب دخوله.
وتساءلت: ما دام القرآن والسنة حللا اللقاء الجنسي بعد أذان المغرب، فلماذا نسعي إلي تقييده نريد أن يظل الناس علي حبهم لرمضان، معززين هذا الحب بالأفعال والتصرفات. الممارسة الجنسية أثناء الاعتكاف وبالنسبة لأيام الاعتكاف في العشرة الآواخر من رمضان، التي ينقطع فيها الزوجان عن العلاقة الجنسية أوضحت د. هبة قطب: الجهاز العصبي يقوم ببرمجة نشاط الجسم الجنسي عند الزوجين في أيام الاعتكاف علي عدم الممارسة،
وبالتالي لا يشعر أي منهما بالحرمان والعطش، يكون أقل بعد التعود علي ذلك بسبب ما يقوم به الجهاز العصبي من برمجة، بينما الإنسان لو تآخر غداؤه مثلاً في غير رمضان لشعر بالجوع الشديد، وأشارت د. هبة إلي أن المشاكل الجنسية في رمضان لا تزيد عنها في غير رمضان، لأن الناس يشعرون أنهم أقرب إلي الله وإلي التصرف بحكمة وعقلانية نحو حل مشكلاتهم.
وضربت أمثلة بنوعية هذه المشكلات الجنسية الرمضانية، مثل شكوي الزوجة من هجر زوجها لها في رمضان وانقطاعه للعبادة أو رفض الزوجة لقاء زوجها في ليل رمضان بدعوي أنه يجب تأجيله إلي بعد انقضاء رمضان إكراماً له وحرصاً علي تخصيصه للعبادة فقط، بل إنها ترفض حتي تقبيله لها، معتبرة أن القبلة تفطر، مع أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. التقبيل أثناء الصيام
وأضافت: لا مشكلة في التقبيل في نهار رمضان إذا علم الزوجان بأنهما يستطيعان أن يملكا نفسيهما ولا تتطور الأمور إلي أكثر من ذلك، لكن ما دام اللقاء الجنسي مسموح بعد الإفطار، فمن الأفضل تأخير المقدمات القوية إلي بعد الإفطار للابتعاد عن الإثارة، التي قد تؤدي إلي ما يبطل الصوم، لكن القبلات والطبطة والأحضان الحنونة فلا مانع أبداً في نهار رمضان بشرط ألا تؤدي إلي استثارة ينتج عنها ما يفطر الصائم.

حكم الدين في الجماع في نهار رمضان
يجيب أساتذة الأزهر الشريف عن سؤال يطرحه عدد كبير من المسلمين، وهو:ماحكم الدين إذا جامع الرجل زوجته في نهار رمضان، وحصل الإنزال، هل تجب عليهما الكفارة والقضاء أم القضاء وحده؟

جاءت الإجابة بأنه إذا تم الجماع بين الزوجين في نهار رمضان وهما صائمان مختاران ومقيمان غير مسافرين ومن غير عذر، فعلي كل واحد منهما القضاء والكفارة، وهي صيام ستين يوما متتابعة، فإذا عجز أحدهما عن ذلك لشيخوخة أو مرض، كفاه أن يطعم ستين مسكينا أو يكسوهم، وإذا نزل المني منهما من غير جماع، فعليهما القضاء فقط، وأكد رجال الدين أن مداعبة الزوج لزوجته بالكلام عبر التليفون لا تبطل الصيام إلا إذا تضمنت شهوة من الطرفين.

قبلة الشهوة بين الزوجين في نهار رمضان حرام
سؤال يحتاج إلي إجابة قاطعة في تلك الأيام، هل القبلة بين الزوجين في نهار رمضان تبطل صيامهما؟.. أساتذة الفقه والشريعة وكبار رجال الأزهر أجمعوا علي أن القبلة إذا كانت تحمل شهوة، فإنها محرمة، وبخلاف ذلك فهي متاحة. ولكن كيف يحكم الزوجان ذلك.

الفتاوي الفقهية في مسألة تقبيل الرجل زوجته في نهار رمضان لم تكن حاسمة وواضحة، بل تتجه مرة إلي الأصل وهو أنها «حلال»، وتميل في الغالب إلي الأخذ بمبدأ الحذر والسلامة فتقول بـ«التحريم». فيجمع شيوخ الأزهر الشريف، مؤكدين أن «تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها في نهار رمضان جائز ولا حرج فيه، لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، ولكن إن خشي الصائم الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة، كره له ذلك».
ولكن بعض العلماء الأزهريين يحذرون الصائم من الإقدام علي تقبيل زوجته، ويذكرون أن «النبي صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم لأنه كان عليه الصلاة والسلام مالكاً لنفسه وعارفاً بأحكام صيامه عليه وما يؤثر فيه وما يفسده، أما غيره من الناس فإنهم لا ينبغي لهم الإقدام علي القبلة لأن ذلك مدعاة لأن يحصل منهم ما يفسد الصوم مع جهلهم وضعف إيمانهم وعدم ضبطهم لأنفسهم، فالأحسن للمسلم أن يتجنب ما يثير شهوته وما يخشي منه إفساد صيامه أما النبي صلي الله عليه وسلم فكان يفعل ذلك لأنه عليه الصلاة والسلام كان ضابطاً لنفسه، وكان عليه الصلاة والسلام أتقي الناس لله وأخشاهم لله وهو أدري بما يحفظ صيامه، فغير الرسول صلي الله عليه وسلم ممن لا يأمن نفسه ينبغي له أن يبتعد عن هذه الأمور في أثناء الصيام».

وتؤكد الدكتورة أمنة نصير أستاذة الشريعة بجامعة الأزهر أن القبلة بمعناها السامي في نهار رمضان المحصورة في معناها الروحاني فهي متاحة قائلة: «كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقبل السيدة عائشة رضي الله عنها في نهار رمضان، وهذا نوع من المودة والرحمة والحنان والسكن والسكينة وليست قبلة الغرائز، لأن الإسلام دين سمح ويرعي المشاعر البشرية ولا يجرمها أبداً، طالما هي في الإطار الصحيح».

وتضيف «إذا كانت الزوجة تعودت أن تقبل زوجها قبل خروجه للعمل أو أنه قد تعود تقبيلها عند عودته، فليس في هذا شيء في نهار رمضان، بل نحن في حاجة لتنمية هذه المشاعر في البيت أمام الأطفال، لأن هذا يعطيهم الإحساس بالاستقرار والحب، أما المزايدة بتحريم ذلك فهو نوع من التسلط باسم الدين».
وتضيف الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن قبلة الشهوة محرمة في نهار رمضان.. أما القبلة بمعناها الروحاني فهي مباحة.
تحذير طبي من المعاشرة الزوجية بعد الإفطار مباشرة
المعروف أن وجبة الإفطار تكون في الغالب الطعام الأساسي للصائم، وطوال نهار الصائم تتوقف المعدة والأمعاء تقريباً عن العمل، كما يقل إفراز العصارة المرارية، وقد تتوقف تماماً، ويؤكد ذلك الأستاذ الدكتور موسي مدني الخطيب، الأستاذ بطب الأزهر..
وعند تناول طعام الإفطار تبدأ القناة الهضمية في العمل بنشاط، فيندفع الدم من أجزاء الجسم المختلفة إلي الجهاز الهضمي ليساعده في نشاطه الزائد، فتكون النتيجة الشعور بالخمول والميل للنوم والاسترخاء، نتيجة نقص مؤقت في الدم الواصل للمخ والجهاز العصبي، وهي حالة نعرفها جميعاً ونحس بها بعد الإفطار، ولكن الاسترخاء والإحساس بالدفء قد يحرك الغريزة الجنسية عند الأزواج والزوجات ويدفعهم إلي محاولة الممارسة، غير أن الممارسة تحتاج إلي مجهودين عضلي وعصبي،
وهو ما يحتاج إلي زيادة الدم المندفع إلي العضلات والأعصاب، لذلك فإن ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة قد تؤدي إلي متاعب، منها مثلاً: عسر الهضم، والإحساس بالتخمة، نتيجة التعطل المؤقت للجهاز الهضمي طوال فترة العلاقة، وعدم نجاح العلاقة الجنسية نفسها، بالإضافة إلي الإحساس بالإجهاد السريع.

ولتلك الأسباب، يفضل عدم ممارسة الجنس بعد الإفطار مباشرة ولمدة من ساعتين إلي ثلاث ساعات، حتي نعطي الفرصة للجهاز الهضمي لأداء عمله بإتقان. والميعاد المناسب يبدأ في الفترة التي تمتد بعد الإفطار بثلاث ساعات وحتي السحور.