hm مُـبـدع جديد
مشاركات : 34 نقاط : -45 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: نادي الزمالك من الالف الي الياء الجمعة 28 سبتمبر 2007, 15:08 | |
| فى مايو 1910 رأى جمهور من القضاة و المستشارين و معهم كبار الموظفين في المحاكم المختلطة ضرورة تأسيس نادي يتداولون فيه الآراء و المشورة و التلاقي والرياضة أيضا و أستمر الجدل بينهم حتى جاءت بداية 1911 وتم الاتفاق على إشهاره تحت اسم نادى قصر النيل نظرا لموقعه الجغرافي في المكان الذى كان يشغله حينئذ مكان كازينو النهر حاليا بالجزيرة..وترأسه البلجيكي مرزباخ.
ليست الكرة وبطولاتها ولا الانتصارات أو الأهداف والنجوم أجمل ما في الزمالك إنما الأجمل هو تاريخه حكايته ومشواره طوال تسعين سنة حروبه من أجل الكرة المصرية ومن أجل حق المصريين في ممارستها دون خوف وحقهم في إدارتها بأنفسهم بعيدا عن كل الغرباء والخواجات والأجانب وقد كان تمصير الكرة المصرية هو أغلي وأجمل وأهم بطولة حققها الزمالك
لهذا .. لا يزال هذا النادي الكبير يستحق منا ما هو أهم وأكثر من مجرد رصد لبطولات أو اسماء وأهداف .. لا يزال الزمالك يستحق رد اعتباره بعد سنوات طويلة مضت تخيل اثناءها الجميع جيلا وراء جيل أن الزمالك إن لم يكن في الأصل ناديا للخواجات فهو علي الأقل لم يقم بأي دور وطني مثل النادي الأهلي كذبة تحولت مع الوقت إلي واقع وبدت كأنها حقيقة ..
وإن كنا علي استعداد أن نفهم أن تصحيح هذه الكذبة ورد الاعتبار التاريخي والوطني لنادي الزمالك لم يشغل أيا من المهتمين بالتأريخ للكرة المصرية ومشوارها وحكاياتها .. فإن ما يصعب فهمه أو قبوله هو هذا الصمت الغريب والطويل الذي التزم به عشاق الزمالك وأنصاره وعشاقه من كتاب ومفكرين ومؤرخين .. كأنهم جميعا خافوا أن يفتحوا هذا الموضوع فاكتفوا بالزمالك كفريق للكرة وبقية اللعبات الأخري .. وقرروا تجاهل ناديهم كمؤسسة لها دورها وتاريخها ومكانتها فوق أرض هذا الوطن .. أو كأن كثيرين منهم وجدوا أن تصحيح حقيقة وتاريخ الزمالك أمر فوق طاقتهم وجهدهم واحتمالهم ..
وقد آن أوان تصحيح ذلك كله آن أوان أن نرد للزمالك اعتباره وحقه الضائع .. آن أوان أن نعرف وأن نثق بأن هناك ما ينبغي أن يقال عن الزمالك أهم من من حكاية المدرسة واللعب والفن والهندسة .. ومن النادي قاهر الفرق الأجنبية .. بل وأهم حتي من تاريخ التأسيس وحكاياته الأولي ..
فحتي الآن .. كثيرون لا يعرفون الدور التاريخي الذي لعبه الزمالك لتمصير الكرة والرياضة المصرية
فريق نادي المختلط عام 1914 .. بدأ هذا الدور سنة 1914 كانت الحرب العالمية الأولي لا تزال في بداياتها .. الكرة المصرية ـ والرياضة المصرية كلها ـ كانت لا تزال في سنواتها الأولي .. يسيطر عليها ويديرها اتحاد مختلط يحكمه خواجات وغرباء لا يسمحون بوجود أي مصري بينهم .. والزمالك في ذلك الوقت لم يكن سوي ناد صغير تأسس منذ ثلاث سنوات فقط وليس فيه أو ينتمي اليه إلا عدد قليل جدا من المصريين
في ذلك الوقت كان هناك لاعب مصري عظيم اسمه حسين حجازي قد أسس فرقة كروية خاصة به وبدأت هذه الفرقة تلاعب القوات البريطانية ولم يعد ممكنا أن يستمر لاعبو فريق مصر ـ أو فريق حجازي ـ دون أن يكون لهم ناد خاص بهم يجمعهم ويمنحهم كيانا وصفة رسمية .. فكان نادي الزمالك ـ أو المختلط وقتها ـ هو الذي فتح أبوابه أمام هؤلاء المصريين المتحمسين ..
وبالفعل انتقل هؤلاء الشباب للزمالك وكانت خطوة شجعت اقبال كثير من المصريين للانضمام لهذا النادي الجديد والانتماء اليه وتشجيعه .. وكان التحاق هؤلاء اللاعبين بالزمالك خطوة مهمة وضرورية جدا علي طريق تمصير الرياضة المصرية .. وسرعان ما اكتسب الزمالك انصارا له ولتمصير الكرة المصرية قدموا من كل مكان .. منهم الضابط حسن فهمي إسماعيل وموظف التلغرافات عبده الجبلاوي والفلاح محمود محمد بسيوني وموظف التنظيم نيقولا عرقجي وموظف وزارة الأشغال إبراهيم عثمان نجل المطرب الشهير وقتها محمد عثمان ومحمود مرعي وأمين جبريل وعائلة سوكي وعائلة إسماعيل باشا حافظ وكثيرون غيرهم
هؤلاء كانوا بداية الزمالك وفي سنة 1916 .. بدأت فكرة الكأس السلطانية كمسابقة للأندية المصرية وأندية أسلحة قوات الحلفاء .. ورفض الأهلي الفكرة لأنه لا يود اللعب مع أندية الحلفاء ليبقي الزمالك وحده .. وفي العام الثاني للمسابقة كان الأهلي قد اقتنع بضرورة المشاركة كخطوة جديدة للمقاومة والتحدي واثبات وجود للمصريين.. ثم بدأ الناديان ـ الأهلي والزمالك ـ لا يتفقان فقط علي مقاومة الأجانب ..
وإنما اتفقا علي التنافس بينهما أيضا .. فتم الاتفاق علي اقامة مباراتين .. الأولي علي أرض الزمالك يوم 9 فبراير عام 1917 وفاز فيها الأهلي علي الزمالك 1/صفر .. والثانية علي أرض الأهلي يوم 2 مارس 1917 وفاز فيها الزمالك 1/صفر
في نفس تلك السنة .. 1917 .. بدأ المصريون معركتهم الفاصلة لتحرير نادي الزمالك من سيطرة الأجانب .. اجتمع المصريون وقرروا أن الزمالك أصبح في حاجة لمراجعة أحواله وأوضاعه استنادا إلي اثنتي عشرة نقطة منها أن أرض النادي ملك للحكومة المصرية وأن مدة الإيجار انتهت ولم يجددها أحد وأن مجلس إدارة النادي لم يجتمع منذ مدة طويلة والجمعية العمومية للنادي أيضا لم تجتمع منذ سنتين .. وأن أعضاء مجلس الإدارة كلهم من الأجانب .. ولا توجد سجلات للنادي إلا في مكتب السكرتير العام البلجيكي مسيو شودواه مدير شركة بولاك .. وأن النادي ليس له حسابات ولا أرصدة في البنوك .. وليس هناك أي سجل للأعضاء .. والنادي ليس فيه إلا ملعب للكرة وملاعب للتنس وغرفة صغيرة للملابس وعفشة مياه .. وأسوار النادي قديمة ومحاطة بلوحات اعلانية تملكها شركة اعلانات .. وليس هناك قانون مطبوع للنادي بهذه النقاط ..
بدأت المعركة لم تكن معركة تمصير الزمالك ولكنها كانت الرهان علي تمصير الكرة في مصر كلها
وبدأت المعركة بعقد جمعية عمومية للنادي بشارع الشواربي وصدر عن الجمعية قرار بسحب الثقة من مجلس إدارة النادي المكون من الخواجات وانتخاب مجلس إدارة جديد من المصريين .. الدكتور محمد بدر رئيسا ومصطفي حسن وكيلا وإبراهيم علام أمينا للصندوق .. أما الأعضاء فكانوا نيقولا عرقجي ومحمود بسيوني وحسين فوزي والكابتن حسن وعبده الجبلاوي
وعقد مجلس الإدارة الجديد أول اجتماعاته وقرروا مواصلة المعركةجددوا عقد النادي باسم الرئيس الجديد .. أبلغوا النيابة باختفاء سجلات النادي فاستعادت النيابة هذه السجلات من مكتب مسيو شودواه وتم تحريزها .. وتم اعداد بطاقات جديدة للعضوية
| |
|
hm مُـبـدع جديد
مشاركات : 34 نقاط : -45 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء الجمعة 28 سبتمبر 2007, 15:10 | |
| وأثناء ذلك كله وكل هذه الاجراءات والخطوات تمت والنادي نفسه في حراسة عشرين رجلا من أبناء بولاق الأشداء قرروا وتطوعوا لحماية ناد مصري والحفاظ عليه وعلي مصريته
وتدخلت وزارة الداخلية ومستشارها الإنجليزي .. تدخلت أكثر من سفارة أجنبية في القاهرة .. ولكن لم يتراجع المصريون ولا استسلم أبناء الزمالك .. ونجحت أولي معارك تمصير الكرة والرياضة المصرية وبفضل الزمالك .. لم يعد هناك مكان للأجانب أو الخواجات
هذه الحكاية .. وألف حكاية أخري .. لم يلتفت اليها أحد .. لم يهتم بها ولم يتوقف عندها أحد .. ولو توقفوا واهتموا وعرفرا لأدركوا أن أي حديث عن الزمالك وتاريخ الزمالك والتسعين سنة زمالك إنما هو في حقيقته جزء مهم من تاريخ مصر .. وفصل ضروري من تاريخ الكرة والرياضة المصرية .. فتاريخ الزمالك ليس إلا حدوتة مصرية .. فيها رائحة مصر .. تاريخها وتناقضاتها ورائحتها وأحزانها ومعاناتها وأحلامها وأفراحها .. فالزمالك هو النادي الذي امتزجت فيه كرة القدم بالسياسة والتجارة والجيش والحب والثورة والزحام والفقراء والأغنياء
الزمالك باختصار .. هو اختصار تسعين عاما من عمر مصر .. اختصار لمعاناة وأحزان المصريين مع الاحتلال الإنجليزي والمحاكم المختلطة .. اختصار لحكاية مصر مع الملك فاروق .. اختصار لثورة مصر وزمن المشير عبد الحكيم عامر .. اختصار لحلم الشباب المصري بالسفر والهجرة والثروة .. اختصار للكرة المصرية في زمن الانفتاح والاحتراف والتجارة .. اختصار لأحزان مصر الطويلة والموجعة يجيء في نهايتها شرف الفوز وبهاء الانتصار
وإذا كانت مصر قد غيرت اسمها ثلاث مرات .. وديانتها ثلاث مرات فإن الزمالك قد غير اسمه أربع مرات .. وموقعه ثلاث مرات .. جري ذلك كله عبر تسعين عاما فاضت بكل معاني الحب والانتماء .. وقد قررت واحترت وتعبت وأنا أسعي وراء هذه الأعوام الكثيرة والطويلة لأعرف الحقائق أولا ثم لأستطيع بعد ذلك أن أقولها للناس سواء كانوا أنصارا للزمالك أم لا .. وهكذا استطعت أن أعرف لماذا اعتاد جمهور الزمالك أن يتغني بمدرسة اللعب والفن والهندسة ..
كيف بدأ الصراع الساخن والمثير والدائم بين الزمالك والأهلي .. لماذا حمل الزمالك يوما ما اسم الملك فاروق .. وكيف كان الزمالك إحدي أوراق الصراع والصدام بين القصر والحكومة .. ولماذا ارتبط الزمالك بالخواجات .. ناديا لهم في أول الأمر ثم قاهرا لهم في سنوات المجد والانتصار ..
وجاء وقت أن أحكي حكاية الزمالك .. حكاية التاريخ والأجانب والسياسة والكرة والملك والثورة والمشير والانفتاح والاحتراف .. حدوتة مصرية من تلك الحواديت التي لا تزال تحتفظ ببقاياها شوارعنا وبيوتنا ..حدوتة مصرية لم تحكها لي جدتي التي ماتت قبل أن أراها ولا شهرزاد التي كنت أحب أن أراها حكاية أو حدوتة بدأت في أوائل القرن الماضي وقتها تحولت القاهرة إلي المحطة الأخيرة يتوقف عندها سفر الاف الغرباء جاءوا من بلادهم البعيدة يفتشون عن حياة جديدة يبحثون عن فرصة وثروة وحياة أسهل وأجمل من تلك التي عاشوها في بلادهم قبل الرحيل واحد من هؤلاء الغرباء .. كان محاميا جاء من بلجيكا .. وبسرعة .. وثقة .. استطاع هذا المحامي المجهول أن ينجح في تحقيق ما كان يحلم به .. وما جاء من أجله إلي القاهرة .. أيضا استطاع هذا المحامي الجلوس علي مقعد رئاسة إحدي المحاكم المختلطة في مصر .. هذه المحاكم كانت أحد الوجوه القبيحة للاستعمار الإنجليزي لمصر .. فلم يكن الإنجليز .. ولا الأجانب .. يقبلون المثول أمام القضاء المصري .. فتأسست تلك المحاكم المختلطة التي كانت مهمتها الفصل في كل القضايا التي كان طرفاها من الأجانب .. أو أحد طرفيها علي الأقل .. وغني عن الذكر أنه ما من مرة أنصفت فيها تلك المحاكم رجلا مصريا أو امرأة مصرية
وبالرغم من نجاح المحامي البلجيكي مرزباخ في رئاسة إحدي تلك المحاكم .. فإنه في النهاية لم ينس أنه قادم من بلجيكا وليس من إنجلترا .. وإذا كان الإنجليز يطمعون في الكعكة المصرية كلها .. فإنه من الضروري ألا يستسلم الأوروبيون في مصر لهذا الجشع الإنجليزي .. وعليهم اقتطاع نصيبهم من مصر قبل أن يلتهم الإنجليز الكعكة كلها وهكذا .. بدأ مرزباخ يفكر في وسيلة تجمع أعضاء الجالية البلجيكية ليتعارفوا ويتبادلوا الحوار والسند في وجه كل من المصريين .. والإنجليز أيضا .. ولم تكن هناك وسيلة أفضل من ناد اجتماعي ورياضي يلتقي فيه الجميع .. البلجيك .. وباقي الأوروبيين الذين اكتظت بهم القاهرة في ذلك الوقت .. ونحن لا نعرف علي وجه الدقة .. هل كانت مجرد مصادفة أم قرار بتحدي الإنجليز والمصريين .. أن يقوم مرزباخ بتأسيس ناديه الجديد علي ضفاف النيل في مواجهة نادي الجزيرة الذي كان معقل الإنجليز .. وقريبا من النادي الأهلي الذي كان معقل المصريين
كان النادي الجديد أيضا .. قريبا من ثكنات قصر النيل .. وكانت تلك الثكنات أكبر معسكر للجيش الإنجليزي ليس في القاهرة أو مصر .. وإنما في كل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .. وكانت تلك الثكنات تقع علي ضفة نيل القاهرة مكان فندق هيلتون اليوم .. وأطلق مرزباخ علي النادي الجديد اسم قصر النيل
| |
|
hm مُـبـدع جديد
مشاركات : 34 نقاط : -45 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء الجمعة 28 سبتمبر 2007, 15:19 | |
| وهكذا .. سيبقي تاريخنا الكروي أيضا شاهدا علي أن حسين حجازي كان ـ وسيبقي ـ واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم في كل تاريخ مصر .. بل إنه اللاعب المصري الوحيد الذي أصر الإنجليز علي أن يلعب ضمن صفوف منتخب بلادهم حين قرر القيام بجولة في دول أوروبا .. ولأن حسين حجازي لا يحمل الجنسية الإنجليزية .. تخلي المنتخب الإنجليزي - للمرة الأولي والأخيرة - عن لقبه الرسمي كمنتخب إنجلترا وسافر تحت اسم منتخب الجوالة الإنجليز .. وحين يلعب ذلك المنتخب ضد إسبانيا .. يصر الملك الإسباني الفونسو الثالث عشر علي لقاء اللاعب المصري الذي اعتبره الأعظم في العالم .. وقال الملك لو امتلكت مصر ثلاثة لاعبين فقط مثل حسين حجازي لاستطاعت أن تقهر كل منتخبات أوروبا .. أما لو امتلكت أحد عشر لاعبا مثل حسين حجازي لكان فريقها هو أعظم فريق في العالم !! وبالرغم من ذلك .. لم ينشغل حسين حجازي طويلا بحجز مقعد لنفسه في قطار النجوم
كان كل مايشغله هو نادي الزمالك .. وفريق الكرة بنادي الزمالك .. وهذا هو مادفعه ليطوف مدارس مصر الثانوية ليفتش عن لاعبين جدد يضمهم إلي نادي الزمالك .. أو المختلط في ذلك الوقت من أجل أن يفتتح الزمالك سنوات الثلاثينات باستعادة أمجاد قديمة وانتصارات غائبة .. وقد تولي تلك المهمة .. مجموعة من اللاعبين ستبقي أسماؤهم في ذاكرتنا طويلا .. مختار فوزي .. محمد لطيف .. مصطفي كامل طه .. محمد حسن حلمي .. يحيي إمام .. علي كاف .. علي شعير .. حسين الفار .. خميس فرحات .. إسماعيل السمكري .. وانضم إليهم حسين لبيب من النادي المصري .. ومن النادي المصري أيضا إنتقل عبد الرحمن فوزي ليلعب مع نادي المختلط .. وهنا ينبغي التوقف قليلا عند قصة انتقال عبد الرحمن فوزي إلي المختلط .. فقد كان لاعبا في المصري حين تم اختياره ضمن صفوف المنتخب المصري الذي شارك في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1934 حيث لعب المنتخب المصري مع المجر وفازت المجر 2/4 .. وأحرز عبد الرحمن فوزي هدفي مصر .. وعاد المنتخب لكن بعد اختيار عبد الرحمن كأحسن ساعد هجوم أيسر في البطولة واختياره ضمن منتخب العالم .. بكل هذا التقدير العالمي ..
عاد عبد الرحمن فوزي إلي بورسعيد .. وهناك فوجئ بانتقال رفعت باشا رئيس النادي المصري للعمل بالقاهرة وكيلا لوزارة الداخلية .. ولما كان رفعت باشا صديقا لمحمد حيدر باشا رئيس نادي المختلط .. فلم يكن بوسع رفعت باشا أن يرفض طلب حيدر باشا بانتقال عبد الرحمن إلي المختلط .. وهو ما حدث بالفعل عام 1935 قصة أخري مشابهة .. بطلها هذه المرة هو ساعد الدفاع الأيسر بنادي المختلط ومنتخب مصر عبد السلام حمدي .. اللاعب الذي تغنت أوروبا باسمه طويلا عقب دورة أنفرس الأوليمبية ببلجيكا عام 1920 .. وفي أحد الأيام التي أعقبت قرار اتحاد الكرة المصري بالسماح للاعبين بالانتقال من ناد إلي آخر .. فوجئ عبد السلام حمدي بحيدر باشا رئيس النادي يستدعيه .. وفوجئ اللاعب النجم برئيس ناديه يأمره بالانتقال واللعب ضمن صفوف فريق السكة الحديد .. يغضب اللاعب عاشق نادي المختلط لكن دون جدوي .. فيذهب بالفعل إلي نادي السكة الحديد ليكتشف هناك ـ ونكتشف نحن فيما بعد ـ أن سبب انتقاله كان وعدا أعطاه حيدر باشا للمسئولين في نادي السكة
إن تلك القصة .. وحكاية عبد الرحمن فوزي .. وحكايات وقصص أخري مشابهة .. تمنحنا القدرة علي أن نتخيل مفهوم إدارة الأندية الرياضية في تلك الأيام .. ليس هذا فقط .. إنما تمنحنا تلك القصص والحكايات أيضا الرغبة في مزيد من التقدير والاحترام لكل هؤلاء النجوم واللاعبين الكبار والقدامي الذين في مثل هذا المناخ استطاعوا أن يلعبوا ويجيدوا اللعب بل وينالوا تصفيق وإحترام العالم
وبهؤلاء استطاع نادي الزمالك الفوز ببطولة دوري منطقة القاهرة في ثاني عام تقام فيه سنة 1940.. كما فاز الزمالك .. أو المختلط .. بكأس الأمير فاروق ثلاث مرات في الثلاثينات .. المرة الأولي عام 1932 .. ثم في عام 1935 .. ثم في عام 1939 لكن بعد أن أصبح الأمير فاروق ملكا يجلس علي عرش مصر بعد أن مات أبوه الملك فؤاد الأول في الثامن والعشرين من شهر أبريل عام 1936
في ذلك التاريخ .. بدأت حكاية فاروق .. مع مصر .. ومع نادي الزمالك .. فالزمالك افتتح سنوات الأربعينات بالفوز بكأس الملك .. وببطولة دوري منطقة القاهرة للمرة الثانية في موسم 1941/40 .. وبعد عام خسر الزمالك مباراة نهائي الكأس الذي فاز بها الأهلي .. وتقاسم الفريقان الكأس موسم 1943/42 .. ثم يأتي الموسم التالي .. ومعه أكبر مفاجأة في تاريخ كرة القدم المصرية حتي الآن .. فقد لعب الأهلي والزمالك المباراة النهائية علي كأس الملك .. وفاز الزمالك بالكأس .. وليست تلك هي المفاجأة .. إنما كانت المفاجأة هي فوز الزمالك علي الأهلي 6/صفر !!
ستة أهداف في مباراة واحدة تدخل مرمي الأهلي .. صدمة موجعة وقاسية .. لم يكن بوسع جمهور الأهلي أو لاعبيه إلا أن يتحملوها ويقبلوها .. إلا لاعب واحد فقط هو الذي كان يحرس مرمي الأهلي في تلك المباراة والذي أعلن بعد تلك الأهداف الستة إعتزاله اللعب نهائيا .. وتفرغ هذا الحارس بعد ذلك للتحكيم .. وأصبح فيما بعد حكما قديرا وشهيرا أيضا اسمه مصطفي كامل منصور
ولأنها كانت نتيجة غير طبيعية .. فقد كانت المباراة أيضا غير طبيعية .. وتبدأ حكاية تلك المباراة بأزمة بين النادي الأهلي وإتحاد كرة القدم .. أعلن النادي الأهلي عن رغبته في السفر إلي الشام لأداء عدة مباريات ودية هناك .. رفض اتحاد الكرة أن يلعب الأهلي في فلسطين .. فأصر الأهلي علي السفر إلي فلسطين وعلي اللعب هناك .. لم يتراجع اتحاد الكرة عن موقفه .. فاضطر الأهلي أن يسافر بلاعبيه تحت اسم منتخب نجوم القاهرة .. فقرر الاتحاد إيقاف كل من سافر من لاعبي الأهلي إلي فلسطين .. ثار النادي الأهلي علي قرار اتحاد الكرة ..و ثار أيضا جمهور الأهلي واتهم حيدر باشا رئيس الاتحاد - ورئيس نادي الزمالك في نفس الوقت - بالانحياز لناديه وأنه بهذا القرار يسعي لإهداء كأس الملك للزمالك
الثورة والغضب والتوتر .. تسللت إلي داخل قصر عابدين .. فكان لابد أن يتدخل الملك .. وأمر فاروق حيدر باشا بإنهاء المشكلة بأن يتقدم الأهلي باعتذار إلي الاتحاد .. وأن يقبل اتحاد الكرة اعتذار الأهلي .. ويلعب الأهلي كاملا المباراة النهائية علي كأس الملك
وحين وافق أطراف الأزمة علي الحل القادم من السراي .. لم يكن ماتبقي من وقت قبل المباراة يسمح للاعبي الأهلي بأي استعداد حقيقي لها .. فلعب الأهلي المباراة ونال أقسي هزيمة علي مدي تاريخه الطويل وبعد المباراة .. صعد لاعبو الزمالك .. أو المختلط .. ليتسلموا من الملك .. كأس الملك وهنا .. تختلف روايات التاريخ
يقول البعض إن الملك فاروق أمر بعد تلك المباراة بتغيير اسم النادي من المختلط إلي فاروق
والبعض الآخر يؤكد أن الملك .. وهو يقلد لاعبي المختلط ميداليات الذهب .. أشار إشارة عابرة إلي ضرورة تغيير اسم النادي إلي أي اسم آخر بدلا من المختلط بعد أن رحل الأجانب عن النادي وزال عصر المحاكم المختلطة .. فقرر مجلس إدارة النادي إطلاق اسم فاروق علي النادي
وهناك رواية ثالثة تقول أن إطلاق اسم فاروق علي النادي .. كان مبادرة من مجلس إدارة النادي تقربا للملك
وليس مايعنينا هو كيف تم اختيار الاسم .. لكن يعنينا .. أن نادي المختلط قد أصبح نادي فاروق .. وإذا كان الزمالك .. قد عاش سنوات الأربعينات وأنهاها .. حائرا بين الرياضة والسياسة .. فإنه بدأ سنوات الخمسينات وأنهاها .. حالما بعلاقة جديدة يقيمها بين الرياضة والاقتصاد .. وإذا كانت ثورة يوليو قد أطاحت بالملك فاروق فتغير اسم النادي من فاروق إلي الزمالك .. فإنها في المقابل أطاحت أيضا بالفريق محمد حيدر وزير الحربية ورئيس النادي ليجلس المحامي محمود شوقي علي مقعد الرئاسة .. ولكن سرعان ما تبين أن محمود شوقي ليس هو رجل الساعة في نادي الزمالك .. وهكذا تقرر البحث عن مليونير يقبل رئاسة الزمالك .. رجل بإمكانه تمويل الحلم الأبيض الطامح والطامع في مطاولة ومنافسة الألعاب الأحمراء .. ومن المؤكد أن محمود شوقي كان رجلا استثنائيا .. أو واقعيا أكثر مما نتخيل .. فلم يغضب ولم يرفض ولم يحتج علي أن يترك مقعده ويسلمه إلي أول مليونير يدق باب النادي وقد كان عبد الحميد الشواربي هو أول من اقترب .. وتسلم بالفعل مقعد الرئاسة .. وأصبح رئيسا لنادي الزمالك .. لكن المفاجأة كانت أن المليونير عبد الحميد الشواربي كان أكثر واقعية من المحامي محمود شوقي !
| |
|
hm مُـبـدع جديد
مشاركات : 34 نقاط : -45 تاريخ التسجيل : 27/09/2007
| |
w مُـبـدع متقدم
مشاركات : 68 نقاط : -6 تاريخ التسجيل : 29/09/2007
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء السبت 29 سبتمبر 2007, 02:06 | |
| | |
|
mr.medo عضو مميز
مشاركات : 527 نقاط : 685 تاريخ التسجيل : 29/09/2007
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء السبت 29 سبتمبر 2007, 20:07 | |
| شكرا على الموضوع وعلى المعلومات القمية دى وان كان اغلبنا مكنش يعرفها وهيا دى المواضيع الجااااااااااااااااااااااااااااااااامدة شكرا يامان | |
|
e
مشاركات : 2 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 29/09/2007
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء السبت 29 سبتمبر 2007, 20:30 | |
| | |
|
PResTiGe ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 559 نقاط : 810 تاريخ الميلاد : 01/12/1985 العمر : 38 الابراج : الموقع : https://prestige.ahlamontada.com تعاليق : (( إ ذ ا أ ر د ت شـيـئـا ً بـقـو ه فـأ طـلـق سـر ا حـه فـإ ن عـا د إ لـيـك فـإ نـه لـك و إ ن لـم يـعـد فـإ نـه لـم يـكـن لـك مـن ا لـبـد ا يـه )) تاريخ التسجيل : 23/09/2007 الجنس :
| موضوع: رد: نادي الزمالك من الالف الي الياء الأحد 30 سبتمبر 2007, 16:14 | |
| شكرا لك تقديم الموضوع
ونظل فى انتظار كل ما هو جديد من روائعك
لك الشكر والتقدير على مجهودك الرائع
دمت ودام قلمك مميزا بين اقلامنا
تقبل خالص احترامى وتقديرى | |
|