الطير الحر ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 455 نقاط : 644 تاريخ الميلاد : 09/02/1990 العمر : 34 الابراج : الموقع : prestige.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مصارعه/ بلاش نفترى على حد المزاج : دلع اوى تعاليق : اضحك كركر حلوه الدنيا زاى السكر تاريخ التسجيل : 07/05/2009 الجنس :
| موضوع: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار الخميس 03 سبتمبر 2009, 18:13 | |
| المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار الإخوة في الله: يقول الشيخ محمد الغزالي: ثم إن الرسول جعل من هذا الإيمان بالحق رباطا يعقد من تلقاء نفسه صلة الحب والتناصر بين أشتات المؤمنين في المشرق والمغرب. فالمسلم في المدينة ـ وإن لم ير أخاه المستضعف في مكة ـ يحنو عليه ويتعصب له ويغضب من ظالمه ويقاتل دونه، وذلك ما استقدم الأنصار من يثرب تجيش في حناياهم الولاء لمن أحبوهم بالغيب في ذات الله. عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله.. ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله!. انعتهم لنا، حلهم لنا ـ يعني صفهم لنا ـ فسُرَّ وجه النبي بسؤال الإعرابي وقال: "هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسون عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " الإيمان بالله، والحب فيه، والأخوة على دينه، والتناصر باسمه، ذلك كله كان يتدافع في النفوس المجتمعة في ظلام الليل بجوار مكة السادرة في غيها، يتدافع ليعلن أن أنصار الله سوف يحمون رسوله كما يحمون أعراضهم، وسوف يمنعونه بأرواحهم فلا يخلص إليه أذى وهم أحياء. والإخاء الحق لا ينبت في البيئات الخسيسة، فحيث يشيع الجهل والنقص والجبن والبخل والجشع، لا يمكن أن يصح إخاء، أو تترعرع محبة، ولولا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جبلوا على شمائل نقية، واجتمعوا على شمائل رضية، ما سجلت لهم الدنيا هذا التآخي الوثيق في ذات الله.فسمو الغاية التي التقوا عليها، وجلال الأسوة التي قادتهم إليها، نميا فيهم خلال الفضل والشرف، ولم يدعا مكانا لنجوم خلة رديئة. ذلك، ثم إن محمدا عليه الصلاة والسلام كان إنسانا، تجمع فيه ما تفرق في عالم الإنسان كله من أمجاد ومواهب وخيرات فكان صورة لأعلى قمة من الكمال يمكن أن يبلغها بشر، فلا غرو إذا كان الذين قبسوا منه، وداروا في فلكه، رجالا يحيون بالنجدة والوفاء والسخاء. إن الحب كالنبع الدافق يسيل وحده، ولا يتكلف استخراجه الآلات والأثقال، والأخوة لا تفرض بقوانين ومراسيم، وإنما هي أثر تخلص الناس من نوازع الأثرة والشح والضعة. وقد تبودلت الأخوة بين المسلمين الأولين، لأنهم ارتقوا ـ بالإسلام ـ في نواحي حياتهم كلها، فكانوا عباد الله إخوانا، ولو كانوا عبيد أنفسهم ما أبقى بعضهم على بعض.
| |
|