الطير الحر ا لإ د ا ر ه
مشاركات : 455 نقاط : 644 تاريخ الميلاد : 09/02/1990 العمر : 34 الابراج : الموقع : prestige.ahlamontada.com العمل/الترفيه : مصارعه/ بلاش نفترى على حد المزاج : دلع اوى تعاليق : اضحك كركر حلوه الدنيا زاى السكر تاريخ التسجيل : 07/05/2009 الجنس :
| موضوع: مطاردة قريش للنبي صلي الله عليه وسلم الخميس 03 سبتمبر 2009, 01:01 | |
|
مطاردة قريش للنبي صلي الله عليه وسلم الأخذ بالأسباب: يقول الدكتور سعيد البوطي: قد يخطر في بال المسلم أن يقارن بين هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهجرة النبي عليه الصلاة والسلام، ويتساءل: لماذا هاجر عمر علانية متحديا المشركين دون أي خوف ووجل على حين هاجر رسول الله مستخفيا محتاطا لنفسه؟ أيكون عمر بن الخطاب أشد جرأة من النبي عليه الصلاة والسلام؟!.. والجواب: أن عمر بن الخطاب أو أي مسلم آخر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد تصرفه تصرفا شخصيا لا حجة تشريعية فيه، فله أن يتخير من الطرق والوسائل والأساليب ما يحلو له، وما يتفق مع قوة جرأته وإيمانه بالله تعالى. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مشرع، أي أن جميع تصرفاته المتعلقة بالدين تعتبر تشريعا لنا، ولذلك كانت سنته التي هي المصدر الثاني من مصادر التشريع مجموع أقواله وأفعاله وصفاته وتقريره. فلو أنه فعل كما فعل عمر لحسب الناس أن هذا هو الواجب!.. وأنه لا يجوز أخذ الحيطة والحذر والتخفي عند الخوف، مع أن الله عز وجل أقام شريعته في هذه الدنيا على مقتضى الأسباب ومسبباتها، وإن كان الواقع الذي لا شك فيه أن ذلك بتسبيب الله تعالى وإرادته. لأجل ذلك استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الأساليب والوسائل المادية التي يهتدي إليها العقل البشري في مثل هذا العمل، حتى لم يترك وسيلة من هذه الوسائل إلا اعتد بها واستعملها، فترك علي بن أبي طالب ينام في فراشه ويتغطى ببرده، واستعان بأحد المشركين ـ بعد أن أمنه ـ ليدله على الطرق الفرعية التي قد لا تخطر على بال الأعداء، وأقام في الغار ثلاث أيام متخفيا، إلى آخر ما عبأه من الاحتياطات المادية التي قد يفكر بها العقل؛ ليوضح بذلك أن الإيمان بالله عز وجل لا ينافي استعمال الأسباب المادية التي أراد الله عز وجل بعظيم حكمته أن يجعلها أسبابا. وليس قيامه بذلك بسبب خوف في نفسه أو شك في إمكان وقوعه في قبضة المشركين قبل وصوله المدينة، والدليل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام بعد أن استنفد الأسباب المادية كلها وتحلق المشركون حول الغار الذي يختبئ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه ـ بحيث لو نظر أحدهم عند قدمه لأبصر الرسول صلى الله عليه وسلم ـ استبد الخوف بقلب أبي بكر رضي الله عنه على حين كان يطمئنه عليه الصلاة والسلام قائلا: " يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ " ولقد كان من مقتضى اعتماده على كل تلك الاحتياطات أن يشعر بشيء من الخوف والجزع في تلك الحال. لقد كان كل ما فعله من تلك الاحتياطات إذن وظيفة تشريعية قام بها، فلما انتهى من أدائها أعاد قلبه مرتبطا بالله عز وجل معتمدا على حمايته وتوفيقه، ليُعلم المسلمين أن الاعتماد في كل أمر لا ينبغي أن يكون إلا في طاعة الله عز وجل، ولكن لا ينافي ذلك احترام الأسباب التي جعلها الله في هذا الكون أسبابا. ومن أبرز الأدلة على هذا الذي نقوله أيضا حالته صلى الله عليه وسلم عندما لحق به سراقة يريد قتله وأصبح على مقربة منه، لقد كان من مقتضى كل تلك الاحتياطات الهائلة التي قام بها أن يشعر بشيء من الخوف من هذا العدو الذي يجِدّ في اللحاق به، ولكنه لم يشعر بشيء من ذلك بل كان مستغرقا في قراءته ومناجاته لربه، لأنه يعلم أن الله الذي أمره بالهجرة سيمنعه من الناس ويعصمه من شرهم كما بيَّن في كتابه المبين.
| |
|